وســـخ بقاتك الباص !.. ولا تـــوســخ الشـارع

يومٌ مملٌ عادي,,خرجت لأشتري الغداء لعائلتي من مطعم يقع في شارع بغداد,,

إنتهيت من الشراء فتوجهت نحو الباص فكنت أمشي تحت زخات المطر الرائعة التي تفوح منها رائحة الإنتعاش والحياة..ركبت الباص فأخرجت هاتفي لأكتب مقالة عن أحد أحلامي باللغة الإنجليزية..
وعند قربي من شارع الرباط..رأيت صديق السواق يرمي أوراق القات الكبيرة على أرض الشارع من على نافذته..حاولت أن أتغاضى عن الموضوع..ورأيته يرمي ويرمي,
فقمت بعمل "إحمممم بصوتي" لعل وعسى أن يفهم شيء.
كنت مندمج بأغنية
 “I have a dream “ "لدي حلم"
ومندمج أيضاً بكتابة المقالة,,حاولت أن أركز وأعيش اللحظة! ولكن اللون الأخضر المتساقط غلبني!
تطور الموضوع ورأيت راكب يعمل نفس التصرف,فنظرت إليهما بنظرات إحتقار وكنت أتمنى أن يكون أحد المصارعين  موجود أو حتى النمر المقنع! حتى يقوم برميهما على الأرض ! تماما كما يعملان مع أوراق القات!

ولكن و للأسف,,لا أحد موجود في تلك اللحظة! جميعهم على التلفاز يصارعون بشر "مابهومش شي"

كنت حينها قد وصلت إلي مطرحي ,,دقيت على طاقة الباص,
وأثناء إعطائي لصديق السواق النقود,قلت له "والغيظ يملأ وجهي"

وسخ الباص..ولا توسخ الشارع,وإلتفت مبهرراً عيني نحو الراكب وقلت له نفس ماقلت للآخر,,أغلق الراكب الكيس ..وقال صديق السواق :"حااااضر يا شيخ "وتحرك الباص!

ذهبت إلى المنزل ولم أشبع غيظي..ولكن تصرفي ذاك أحسن من لا شيء..
أولئك الأشخاص أو غيرهم كثيرون وكتيرون وكثيرون,,وتصرفاتهم لا تثير غضبي فقط..
فأتمنى من كل شخص يقرأ هذا,,أن يعمل نفس تصرفي! أو يقوم بعمل تصرف يحد من تصرفات تلك العقول..

وصدق من قال: أن الإنسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً,,ولكن الشوارع تحتاج 
إلى ناس محترمين لتكون نظيفة!